 |
النماذج الأولى للذرة |
قام العلماء بالاعتماد على بعض الملاحظات بالتنبؤ بطبيعة الذرة ومحتوياتها، وكيف تتصرف مكوناتها، ونستعرض هنا ثلاثة نماذج للذرة.
نموذج طومسون
قام العالم طومسون بوضع نموذج لبنية الذرة، حيث افترض فيه أنها كرة مادية مصمتة شحنتها موجبة، تتوزع الإلكترونات سالبة الشحنة بداخلها بشكل منتظم كما تتوزع البذور في البطيخة الحمراء. عندما وضع طومسون هذا النموذج كان معروفا أن نصف قطر الذرة يساوي تقريبا (10 مرفوعة للقوة ناقص 10) متر. وافترض طومسون أن شحنة الكرة (البطيخة بدون البذور) تساوي مجموع شحن الإلكترونات بالقيمة المطلقة وتخالفه بالإشارة. لم يتوافق نموذج طومسون مع بعض الملاحظات التجريبية، ولذلك تم رفضه فيما بعد.
نموذج رذرفورد
افترض رذرفورد أن الذرة عبارة عن نواة موجبة الشحنة تتركز فيها معظم كتلة الذرة، وإلكترونات تتحرك على مدارات حول النواة كما تدور الكواكب حول الشمس، ولذلك يطلق أحيانا على هذا النموذج اسم "النوذج الكوكبي". بعد أن اعتمد نموذج رذرفورد، تم توجيه بعض الانتقادات إليه، حيث تبين أن هذا النموذج يؤدي إلى تناقضين رئيسيين، إذ إنه يتوقع أن تصدر الذرة طيفا مستمرا، في حين تظهر التجارب أنها تصدر خطوطا طيفية متقطعة، كما أنه يؤدي إلى اضمحلال نصف قطر الذرة إلى نصف قطر النواة، وهذا أيضا لا يتوافق مع التجربة.
نموذج بور
قام نيلز بور باقتراح نموذج لذرة الهيدروجين تغلب فيه على المشاكل التي واجهها النموذج الكوكبي. استعان بور بأفكار بلانك المرتبطة بتكمية السويات الطاقية، والنموذج الكوكبي، ومفهوم الفوتون الذي تحدث عنه أينشتاين، وأفكار نيوتن التقليدية ليصل إلى نموذج نصف كلاسيكي لذرة الهيدورجين. وقد شرح هذا النموذج الخطوط الطيفية لذرة الهيدورجين بشكل جيد، لكنه لم يستطع شرح بعض الظواهر، مما أدى إلى استبداله بالنظرية الكمومية التي سنتحدث عنها في المقالة القادمة.